فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ} (61)

{ ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض } أتى بشيئين ، أحدهما يتعلق بالذوات ؛ وهو هذا ، والثاني يتعلق بالصفات ، وهو قوله { وسخر الشمس والقمر ليقولن الله } ، خلقها ، لا يقدرون على إنكار ذلك ، ولا يتمكنون من جحوده .

{ فأنى يأفكون ؟ } أي : فكيف يصرفون عن الإقرار بتفرد بالآلهية ؟ وأنه وحده لا شريك له ؟ والاستفهام للإنكار والاستبعاد . ذكر في السماوات والأرض الخلق ، وفي الشمس والقمر التسخير ، لأن مجرد خلقهما ليس حكمة ، فإن الشمس لو كانت مخلوقة بحيث تكون في موضع واحد لا تتحرك ما حصل الليل والنهار ، ولا الصيف لا الشتاء فحينئذ الحكمة إنما هي في تحريكهما وتسخيرهما ، ولما قال المشركون لبعض المؤمنين : لو كنتم على حق لم تكونوا فقراء دفع الله سبحانه ذلك بقوله :