الآية 10 وقوله تعالى : { فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } { ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى } جائز أن يكون على التقديم والتأخير : { ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى } مقدما على قوله { فما كان الله ليظلمهم } يقول : ما حل بهم من العذاب ، وعذبوا في هذه الدنيا بتكذيبهم ، لم يظلمهم الله ، ولكن ظلموا أنفسهم بما أساؤوا .
ويحتمل أن يكون قوله : { فما كان الله ليظلمهم } في تعذيبهم في الدنيا { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } ثم يكون قوله : { ثم كان عاقبة الذين أساءوا } في الدنيا { السوأى } في الآخرة ، فيكون في الدنيا ما عذبوا تعذيب عناد ومكابرة ، وما يعذبون في الآخرة تعذيب كفر وتكذيب ، وهو ما قال : { ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله } .
وقال بعضهم : { وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها } قومك يا محمد ، أي بقوا فيها أكثر مما بقي الذين أرسلت إليهم . وقال بعضهم : عاشوا يعمرون الأرض أكثر مما عمروها ، عملوا بها أكثر مما عمل هؤلاء . وبعضه قريب من بعض .
وقال أبو عوسجة { وأثاروا الأرض } أي حرثوها . وقال القتبي { وأثاروا الأرض } أي قلبوها للزراعة ، ويقال : البقرة المثيرة . وقال الله تعالى : { إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض } [ البقرة : 71 ] وقوله تعالى : { أساءوا السوأى } أي جهنم .
وكذلك [ قال ]( {[15913]} ) الكسائي : { السوأى } هي النار كقوله : { وعقبى الكافرين النار } [ الرعد : 35 ] أي كانت عاقبتهم النار بما كذبوا بآيات الله ، واستهزؤوا( {[15914]} ) بها .
وقوله : { ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى } يحتمل قوله : { أساءوا } إلى الرسل بالتكذيب وأنواع الأذى . ويحتمل { أساءوا } إلى أنفسهم حين( {[15915]} ) أهلكوها ، وأوقعوها في النار و السوأى : اسم من أسماء النار [ كالعسرى والهاوية ]( {[15916]} ) ونحوهما [ واليسرى والحسنى ]( {[15917]} ) من أسماء الجنة .
وقوله تعالى : { أن كذبوا بآيات الله } يذكر أهل مكة ، ويخوفهم ، أن ما حل بأولئك [ في ]( {[15918]} ) القرون الماضية من الإهلاك والاستئصال إنما كان بتكذيب الآيات والاستهزاء بها في هذه الدنيا . فأنتم يا أهل مكة إذ كذبتم الآيات والحجج ، واستهزأتم بها يصيبكم ما أصاب أولئك بالتكذيب . والآيات تحتمل حجج التوحيد وحجج الرسل في إثبات الرسالة وآيات( {[15919]} ) البعث .
وقوله تعالى : { وكانوا بها يستهزئون } يحتمل بالآيات التي ذكر أو بما( {[15920]} ) أوعدهم الرسل من العذاب والإهلاك ، فاستهزؤوا بذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.