تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَعۡلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعۡرُجُ فِيهَاۚ وَهُوَ ٱلرَّحِيمُ ٱلۡغَفُورُ} (2)

الآية 2 وقوله تعالى : { يعلم ما يلِجُ في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرُج فيها } يخبر أن الأرض مع كثافتها وغِلظها لا تحجُب عنه{[16885]} ما يدخل فيها ، وما يخرج منها . وكذلك السماء مع صلابتها وشدتها لا تحجب عنه{[16886]} الخلائق ، أو يخبر أن كثرة ما ينزل من السماء من الأمطار وما يعرج إليه من الدعوات والملائكة لا يشغلُه عن العلم بالأُخر كما يُشغَل الخلائق ، لأنه عالم بذاته لا بسببٍ والخلق عالمون بأسباب فعلهم بسبب /433-ب/ يشغلهم عن الأسباب الأُخر .

فأما الله سبحانه [ فإنه ]{[16887]} يتعالى عن أن يشغله شيء أو يحجب عنه شيء { وهو الرحيم الغفور } .


[16885]:في الأصل وم: عند.
[16886]:في الأصل وم: عن.
[16887]:ساقطة من الأصل وم.