تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ أَجۡمَعِينَ} (85)

قوله تعالى : { لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ } جائز أن يحتج بهذه الآية على المعتزلة ؛ فيقال لهم : أراد الله عز وجل أن ينجز ما وعد وأن يصدق خبره الذي أخبر أنه كان يكون ، أو لم يرد أن ينجز ما وعد ، وألا يخرج خبره على الصدق .

فإن قالوا : لم يرد أعظموا القول فيه لأنهم زعموا أنه أراد أن يخلف ما وعد ، وأن يكذب في خبره ، فذلك عظيم القول حين وصفوا ربهم بالسفه ، إذ من أراد أن يخلف وعده ، وأن يكذب في خبره ، فهو سفيه على زعم من قال ذلك . وإن قالوا : أراد أن ينجز ما وعد ، وأن يصدق خبره ، فيقال لهم : أرادوا أن يتبعوا إبليس ، أو أراد أن يؤمنوا ، ولا يتبعوا إبليس ، فيقال : أراد أن يجور ، ويظلم ، على زعمكم لأنه أراد أن يملأ جهنم ، ولم يرد ما يستوجبون ذلك . فدل على أن الله تعالى أعلم بما يكون منهم ، والله أعلم .