قوله تعالى : { تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } يقول ، والله أعلم : أن الكتاب الذي يتلوه رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ويدعوكم إليه ، هو تنزيل من عند الله ، كقوله : { نزل به الروح الأمين } { على قلبك لتكون من المنذرين } [ الشعراء : 193 و194 ] .
وقوله عز وجل : { العزيز الحكيم } على إثر قوله { تنزيل الكتاب من الله } يخرج ، والله أعلم على أنه يدعوكم محمد صلى الله عليه وسلم إلى اتباع الكتاب والطاعة له ، ليس لذل به ، يطلب بكم العز ، وضعف في التدبير ، فيطلب بكم الاستعانة فيه ؛ لأنه عزيز بذاته ، حكيم ، لا يلحقه الخطأ أو الضعف في التدبير ، ولكن إنما أمركم بما أمر ، ونهاكم عما نهى لتكتسبوا لأنفسكم ، ولتنتفعوا به . فإن الله سبحانه عزيز بذاته ، غني ، حكيم بنفسه .
وقال بعضهم : هو العزيز لأن كل عزيز دونه يصير ذليلا عنده ، وعز من دونه عند عزه يصير ذلا .
والحكيم ، هو المصيب في فعله وتدبيره . وقيل : هو الذي وضع كل شيء موضعه .
وقال بعض أهل التأويل : العزيز ، هو المنيع ، وتأويل المنيع الممتنع عن جميع مكايد الخلق وجميع حيلهم بالضرر له ، وقد ذكرنا هذا في غير موضع ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.