الآية 3 وقوله تعالى : { ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق } /508-ب/ قوله عز وجل { إلا بالحق } أي ما خلق السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق الذي صار إنشاء ذلك وخلقُه حكمة ، لأنه لو كان الأمر على ما ظن أولئك الكفرة ، وتوهّموا بأن لا بعث ، ولا جزاء من ثواب أو عقاب كان إنشاء ما ذكر من السماوات والأرض وخلقُ ذلك كله عبثا باطلا على ما تقدّم ذكره في غير موضع ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { والذين كفروا عما أُنذروا معرِضون } [ يحتمل : { عما أُنذروا معرضون } ]{[19259]} [ وجوها :
أحدها ]{[19260]} : بما ألزمهم من النظر والتفكّر في ما ذكر من خلق السماوات والأرض وما أنشأ فيهما من المنافع ، وجعل ذلك لهم آية ، لم يفعل ذلك كله عبثا باطلا ، ولكن لعاقبة تقصد ولأمر يراد ؛ إذ عرفوا بعقولهم أنه لا يجوز خلقُ الخلق على أن يُهمَلوا ، ويُتركوا سُدى ، لا يُؤمرون ، ولا يُنهون ، ولا يُمتحنون{[19261]} ، فأعرضوا عما ألزمهم من النظر والتفكّر في ذلك ، فهم مُعرِضون إعراض ترك النظر والتّفكّر ، والله أعلم .
والثاني : بما أُنذِروا بما نزل بمن تقدّمهم من مُكذّبي الرسل عليهم السلام .
[ والثالث ]{[19262]} : بما أُنذروا ، وأوعدهم{[19263]} من العذاب في الآخرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.