تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَكَيۡفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} (30)

الآيتان 30 و31 وقوله تعالى : { فكيف كان عذابي ونُذر } { إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المُحتظِر } يحتمل أي أرسلنا عليهم العذاب قدر صيحة واحدة ؛ يُخبر عن سرعة نزول العذاب ووقوعه عليهم .

ويحتمل أن يكون أرسل عليهم الصّيحة ، وأهلكهم ، وصاروا كما ذكر من هشيم المُحتظِر ، وهو قوله{[20204]} : { فكانوا كهشيم المُحتظر } .

قيل : الهشيم : العظام البالية ، وقيل : كالشيء المتناثِر من الحائط . وأصل الهشيم الانكسار ، أي صاروا كالشيء المُنكسِر المجتمع في موضع .

وقوله تعالى : { المُحتظِر } بكسر الظاء ونصبه{[20205]} ؛ روي النصب عن الحسن ؛ قال أبو عبيد : بالكسر يُقرأ على تأويل الإنسان المُحتظِر ، وقال أبو عوسجة : الهشيم الباقي من الشجر ، والمُحتظَر الذي يُتّخذ حظيرة ، وقال القتبيّ : الهشيم يابس{[20206]} النبت الذي ينهشم ، أي ينكسر ، والمُحتظِر بكسر الظاء صاحب الحظيرة لغَنَمه ، وبفتح الظاء أراد الحيطان ، وهو الحظيرة .


[20204]:في الأصل وم: كقوله.
[20205]:انظر معجم القراءات القرآنية ح7/38.
[20206]:في الأصل وم: اليابس.