تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّا كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ} (49)

الآية 49 وقوله تعالى : { إنا كل شيء خلقناه بقَدَر } يحتمل [ وجوها :

أحدها ]{[20219]} : على التقديم والتأخير ، أي إنا قدّرنا{[20220]} كل شيء [ خلقناه ]{[20221]} . فيكون كقوله تعالى : { خالق كل شيء } [ لأنعام : 102 و . . . ] .

والثاني{[20222]} : إثبات خلق{[20223]} كلّية الأشياء .

والثالث{[20224]} : على ظاهر ما جرى به{[20225]} الخطاب : { إنا كل شيء خلقناه بقَدَر } أي إنا كل شيء نُقدّره{[20226]} . فإن كان على هذا فليس فيه إثبات خلق كلية الأشياء ، ولكن فيه إثبات أن ما خلقه بقَدَر ، وإلى هذا التأويل يذهب المعتزلة .

والتأويل عندنا هو الأول : { إنا كل شيء خلقناه بقَدَر } كقوله : { خالق كل شيء } [ الأنعام : 102 و . . . ] ويحتمل { إنا كل شيء خلقناه بقَدَر } وحدّ ينتهي إليه ذلك ، أو يبلُغ حدّه ، ليس كالمخلوق ، لا يعرف أحد قدر فعله ولا حدّه الذي ينتهي ، ولا يخرج فعل أحد من المخلوقات على ما يقدّرون .

فأخبر أن فعله يخرج على ما يقدّره خلافا لفعل غيره ، فيدلّ على أنه هو الخالق ، والله أعلم .


[20219]:في الأصل وم: وجهين أحدهما.
[20220]:في الأصل وم: خلقنا.
[20221]:ساقطة من الأصل وم.
[20222]:في الأصل و: وفيه.
[20223]:من م، في الأصل: كل.
[20224]:في الأصل وم: والثاني.
[20225]:في الأصل وم: الآية.
[20226]:في الأصل وم: يقدر.