الآية 49 وقوله تعالى : { إنا كل شيء خلقناه بقَدَر } يحتمل [ وجوها :
أحدها ]{[20219]} : على التقديم والتأخير ، أي إنا قدّرنا{[20220]} كل شيء [ خلقناه ]{[20221]} . فيكون كقوله تعالى : { خالق كل شيء } [ لأنعام : 102 و . . . ] .
والثاني{[20222]} : إثبات خلق{[20223]} كلّية الأشياء .
والثالث{[20224]} : على ظاهر ما جرى به{[20225]} الخطاب : { إنا كل شيء خلقناه بقَدَر } أي إنا كل شيء نُقدّره{[20226]} . فإن كان على هذا فليس فيه إثبات خلق كلية الأشياء ، ولكن فيه إثبات أن ما خلقه بقَدَر ، وإلى هذا التأويل يذهب المعتزلة .
والتأويل عندنا هو الأول : { إنا كل شيء خلقناه بقَدَر } كقوله : { خالق كل شيء } [ الأنعام : 102 و . . . ] ويحتمل { إنا كل شيء خلقناه بقَدَر } وحدّ ينتهي إليه ذلك ، أو يبلُغ حدّه ، ليس كالمخلوق ، لا يعرف أحد قدر فعله ولا حدّه الذي ينتهي ، ولا يخرج فعل أحد من المخلوقات على ما يقدّرون .
فأخبر أن فعله يخرج على ما يقدّره خلافا لفعل غيره ، فيدلّ على أنه هو الخالق ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.