تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ} (7)

الآية 7 وقوله تعالى : { خُشّعًا أبصارهم } وقُرئ : خاشعة بالألف{[20152]} ؛ ورُوي عن ابن عباس [ قوله : ]{[20153]} وتصديقها في قراءة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : { خُشّعا أبصارهم } وصفهم بالخضوع في الآخرة مكان استكبارهم في الدنيا ، وبالإقرار والتصديق بالساعة مكان إنكارهم في الدنيا ، وبالإجابة للداعي مكان ردّهم له في الدنيا حين{[20154]} قال : { مُهطعين إلى الدّاع } [ الآية : 8 ] .

وقوله تعالى : { يخرُجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر } هذا يخرّج على وجهين :

أحدهما : تشبيههم بالجراد لحيرتهم ، لا يدرون من أين يأتون ؟ وإلى أين يصيرون ؟ كالجراد الذي لا يُدرى من أين [ أتى ]{[20155]} وإلى أين [ يذهب ]{[20156]} ؟ وهو كقوله تعالى : { وترى الناس سكارى وما هم بسكارى } [ الحج : 2 ] .

والثاني : تشبيههم بالجراد لكثرتهم وازدحامهم لما يحشر الكل بدفعة واحدة ، والله أعلم .


[20152]:انظر معجم القراءات القرآنية ح7/31.
[20153]:ساقطة من الأصل وم.
[20154]:في الأصل وم: حيث.
[20155]:ساقطة من الأصل وم.
[20156]:ساقطة من الأصل وم.