الآية 5 وقوله تعالى : { ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا } ذكر أهل التفسير أن تأويل هذه الآية يخرج على ثلاثة أوجه :
أحدها : أي [ لا ]{[21039]} تسلط علينا أعداءنا ، فيظنوا أنهم على حق ، ونحن على باطل .
[ والثاني : ] {[21040]} لا تنزل علينا العذاب دونهم ، فيظنوا أنهم على حق ، ونحن على باطل .
[ والثالث ] {[21041]}لا توسع عليهم الدنيا ، وتضيقها {[21042]}علينا فيظنوا أنهم على حق ، ونحن على باطل .
ولو كان التأويل هو الثاني لكان يجيء على هذا أن يكون الواجب على العدول من هذه الأمة أن يسألوا الله تعالى العافية لئلا يتوهم فساقهم أنهم على الحق .
ولكن الجواب عن هذا أن الفسّاق في هذه الأمة قد علموا أن الذي هم فيه من الفسق محظور .
وأما الكفرة فإن عندهم أن ما يدينون به من الكفر حق ، فإذا سلطوا على المؤمنين توهموا أن الذي حسبوه حقا حق .
وأما الفسقة من هذه الأمة إذا علموا أن الفسق منهي عنه محظور فلا يقع لهم هذا الحسبان ، والله اعلم .
ويحتمل أن يكون المعنى من قوله : { لا تجعلنا فتنة } يعني عذابا أي سببا يعذب به الكفرة كما قال : { ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك } [ آل عمران : 149 ] وكان تأويله أن إيتاء السبب الذي يستوجب { ما وعدتنا على رسلك } فكذلك الأول ، والله اعلم .
وقوله تعالى { إنك أنت العزيز الحكيم } يعني المنتقم من أعدائه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.