فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ وَٱغۡفِرۡ لَنَا رَبَّنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (5)

{ ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا } الظاهر أنه دعاء متعدد لا ارتباط لِكُلّ بسابقة كالجمل المعدودة ، وليس هو وما بعده بدلا مما قبله كما قيل ، لعدم اتحاد المعنيين لا كُلّا ولا جزءا ، ولا ملابسة بينهما سوى الدعاء قال الزجاج : لا تظهرهم علينا فيظنوا أنهم على حق فيفتنوا بذلك ، وقال مجاهد : لا تعذبنا بأيديهم ولا بعذاب من عندك فيقولوا : لو كان هؤلاء على حق ما أصابهم ذلك ، وبه قال ابن عباس : وقال أيضا : لا تسلطهم علينا فيفتنونا ، { واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز } أي الغالب الذي لا يغالب { الحكيم } ذو الحكمة البالغة في ملكه وصنعه .