الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ وَٱغۡفِرۡ لَنَا رَبَّنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (5)

وقوله : { رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً } قيل : المعنى : لا تغلبهم علينا ، فنكونَ لهم فتنةً وسَبَبَ ضلالةٍ ؛ نحا هذا المنحى قتادةُ وأبو مِجْلَزٍ ، وقد تقدم مُسْتَوفي في سورة يونس ، وقال ابن عباس : المعنى : لا تسلِّطْهم علينا فيفتنونا عَنْ أدياننا ، فكأَنَّه قال : لا تجعلنا مفتونين ، فَعَبَّرَ عن ذلك بالمصدر ، وهذا أرجح الأقوال ؛ لأَنَّهُمْ إنَّما دعوا لاًّنْفُسِهِم ، وعلى منحى قتادة : إنما دعوا للكفار ، أَمَّا أَنَّ مقصدَهم إنما هو أَنْ يندفع عنهم ظهورُ الكُفَّارِ الذي بسببه فِتَنُ الكُفَّارِ ، فجاء في المعنى تحليقٌ بليغ .