السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ وَٱغۡفِرۡ لَنَا رَبَّنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (5)

{ ربنا } أي : أيها المربي لنا والمحسن إلينا { لا تجعلنا فتنة للذين كفروا } أي : بأن تسلطهم علينا فيفتنوننا بعذاب لا نحتمله ، أو فيظنوا أنهم على حق فيفتتنوا بذلك . وقيل : لا تعذبنا بعذاب من عندك فيقولون لو كان هؤلاء على الحق لما أصابهم ذلك . وقيل : لا تسلط عليهم الرزق دوننا ، فإنّ ذلك فتنة لهم ، { واغفر لنا } أي : استر ما وقع منا من الذنوب ، وامح عينه وأثره { ربنا } أي : أيها المحسن إلينا وأكدوا إعلاماً بشدّة رغبتهم في حسن الثناء عليه فقالوا : { إنك أنت } أي : وحدك لا غيرك { العزيز } أي : الذي يغلب كل شيء ، ولا يغلبه شيء { الحكيم } أي : الذي يضع الأشياء في أوفق محالها فلا يستطاع نقضها ، ومن كان كذلك فهو حقيق بأن يعطى من أمله ما طلب .