اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةٗ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ وَٱغۡفِرۡ لَنَا رَبَّنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (5)

{ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ } . أي : ولا تظهر عدوَّنا علينا ، فيظنوا أنهم على حقّ . فيفتنوا بذلك وقيل : لا تسلّطهم علينا ، فيقتلوننا ويعذبوننا{[56221]} .

وقال مجاهد : لا تعذبنا بأيديهم ، ولا بعذاب من عندك ، فيقولوا لو كان هؤلاء على الحق لما أصابهم ذلك .

وقيل : لا تبسط [ عليهم ]{[56222]} الرزق دوننا ، فإن ذلك فتنة لهم .

وقيل : { لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً } أي : عذاباً أي : سبباً يعذب به الكفرة ، وعلى هذا ليست الآية من قول إبراهيم - عليه الصلاة والسلام{[56223]} : { واغفر لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ العزيز الحكيم } .


[56221]:ينظر: القرطبي 18/39.
[56222]:في أ: لهم.
[56223]:ينظر: التفسير الكبير 29/262.