تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَـَٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلنُّورِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلۡنَاۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ} (8)

الآية 8 وقوله تعالى : { فآمنوا بالله ورسوله } يجوز أن يكون هذا صلة ما تقدم ؛ وذلك أن الله تعالى ذكر ما نزل من العقوبة بالأمم الماضية ، وأن ذلك إنما نزل بهم لكفرهم بالله تعالى وتكذيبهم الرسل ، فآمنوا أنتم بالله ورسوله لئلا ينزل بكم ما نزل بهم من البأس والعقوبة ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { والنور الذي أنزلنا } [ النور هو ]{[21344]} القرآن ، ويجوز أن يكون سماه نورا لأنه يبصر [ به ]{[21345]} حقيقة المذاهب في الطاعة والمعصية والإحسان والإساءة والإيمان والكفر كما يبصر بنور النهار حقيقة الأشياء من جيدها ورديها ، كذلك يبصر بهذا منافع الطاعة ومضار المعصية ، فسماه{[21346]} نورا من هذا الوجه ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { والله بما تعملون خبير } أي إن الله خبير بما تسرون وما تعلنون ، فراقبوه ، وحافظوه في الحالين جميعا .

وفي هذا بيان أن الله تعالى عالم بما يعمله العباد من الأزل وبما يكون منهم ، وأنه ليس كما وصفه بعض الجهّال ، والله المستعان .


[21344]:من م: في الأصل: التوراة و
[21345]:ساقطة من الأصل وم
[21346]:في الأصل وم: فسمى