تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (1)

مقدمة السورة:

سورة{[1]} التغابن مدنية{[2]}

الآية 1 قوله تعالى : { يسبح لله ما في السماوات والأرض } الآية . والتسبيح يحتمل أوجها ثلاثة ، وقد سبق ذكره{[21311]} .

وقوله تعالى : { له الملك وله الحمد } يحتمل وجهين :

[ أحدهما ]{[21312]} : يحتمل { الملك } الولاية والسلطان .

والثاني : يقول : { له الملك } يعني ملك كل الملوك كما قال في آية أخرى : { قل اللهم مالك الملك } الآية [ آل عمران : 26 ] فأخبر أن ملك الملوك كلها له ، وأن من استفاد الملك فإنما يستفيده بالله تعالى وبامتنانه عليه ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { وله الحمد } يحتمل أوجها ثلاثة من التأويل :

أحدها : أن يقول : { وله الحمد } يعني له الثناء الحسن بصفاته العلا وسماته الحسنى .

والوجه الثاني : أن يقول { وله الحمد } يعني حمد كل من يحمد ؛ فحقيقة ذلك الحمد له بما أحسن إلى عباده ، وأنعم عليهم ؛ وذلك معنى قوله : { الحمد لله رب العالمين } [ الفاتحة : 1و . . . . ] أي الحمد والثناء الحسن لله تعالى على إحسانه إلينا وإنعامه علينا .

والثالث : أن يجعل معنى الحمد معنى الشكر ، لأن الحمد قد يستعمل في موضع الشكر

وقوله تعالى : { وهو على كل شيء قدير } يحتمل أن يكون معنى{[21313]} { وهو على كل شيء قدير } حجة{[21314]} على المعتزلة ، لأن الله تعالى ، لا يزال يمدح نفسه بأنه بصير عليم ، وأنه على كل شيء قدير ، وأقرت المعتزلة بأنه بصير عليم ، وأبت الإقرار{[21315]} بأنه قدير على فعل العباد أو على إصلاح أحد من العباد ، وهذا خلاف ما مدح الله تعالى نفسه به ، والله الموفق .


[1]:- في ط ع: سمح.
[2]:- من ط ع: ويشير هذا القول إلى ما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار" انظر (سنن الترمذي) ج 5/199 رقم الحديث /2951/.
[21311]:من م، في الأصل: ذكر
[21312]:ساقطة من الأصل وم.
[21313]:في الأصل وم: معناه
[21314]:أدرج قبلها في الأصل وم: وهو
[21315]:أدرج قبلها في الأصل وم: عن