النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَيَٰقَوۡمِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا وَيَزِدۡكُمۡ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمۡ وَلَا تَتَوَلَّوۡاْ مُجۡرِمِينَ} (52)

قوله عز وجل : { يُرْسِلِ السماء عليكم مدراراً } فيه وجهان : أحدهما : أنه المطر في إبانه ، قاله هارون التيمي .

الثاني : المطر المتتابع ، قاله ابن عباس .

ويحتمل وجهين آخرين :

أحدهما : يُدرُّه عند الحاجة .

والثاني : يُدرُّ به البركة ، وهو مأخوذ من درور اللبن من الضرع . { ويزدكم قوة إلى قوتكم } فيه أربعة أوجه :

أحدها : يعني شدة إلى شدتك ، قاله مجاهد .

الثاني : خصباً إلى خصبكم ، قاله الضحاك .

الثالث : عزاً إلى عزكم بكثرة عددكم وأموالكم ، قاله علي بن عيسى . الرابع : أنه ولد الولد ، قاله عكرمة . ويحتمل خامساً : يزدكم قوة في إيمانكم إلى قوتكم في أبدانكم .