قيل : إنما قال فيما تقدّم في قصة نوح : مالاً ، وهنا قال : أجراً لذكر الخزائن بعده في قصة نوح ، ولفظ المال بها أليق ، ثم أرشدهم إلى الاستغفار والتوبة . والمعنى : اطلبوا مغفرته لما سلف من ذنوبكم ، ثم توسلوا إليه بالتوبة . وقد تقدّم زيادة بيان لمثل هذا في قصة نوح ، ثم رغبهم في الإيمان بالخير العاجل ، فقال : { يُرْسِلِ السماء } أي : المطر { عَلَيْكُمْ مُّدْرَاراً } أي : كثير الدرور ، وهو منصوب على الحال ، درّت السماء تدرّ ، وتدرّ ، فهي : مدرار ، وكان قوم هود أهل بساتين ، وزرع ، وعمارة ، وكانت مساكنهم الرمال التي بين الشام واليمن { وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إلى قُوَّتِكُمْ } معطوف على يرسل : أي : شدّة مضافة إلى شدّتكم ، أو خصباً إلى خصبكم ، أو عزّاً إلى عزّكم . قال الزجاج : المعنى يزدكم قوّة في النعم { وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ } أي : لا تعرضوا عما أدعوكم إليه ، وتقيموا على الكفر مصرّين عليه ، والإجرام : الآثام كما تقدّم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.