الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَيَٰقَوۡمِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا وَيَزِدۡكُمۡ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمۡ وَلَا تَتَوَلَّوۡاْ مُجۡرِمِينَ} (52)

قوله تعالى : { مِّدْرَاراً } : منصوبٌ على الحال ، ولم يؤنِّثْه وإن كانَ مِنْ مؤنث لثلاثةِ أوجه ، أحدُهما : أن المراد بالسماء السحاب فذكَّر على المعنى . والثاني : أن مِفْعالاً للمبالغة فيستوي فيه المذكر والمؤنث كصبور وشكور وفعيل . الثالث : أن الهاء حُذِفَتْ مِنْ مِفْعال على طريق النَّسَب قاله مكي ، وقد تقدَّم إيضاحُه في الأنعام .

قوله : { إِلَى قُوَّتِكُمْ } يجوز أن يتعلَّقَ ب " يَزِدْكم " على التضمين ، أي : يُضِف إلى قوتكم قوةً أخرى ، أو يُجعل الجار والمجرور صفةً ل " قوة " فيتعلَّق بمحذوف . وقدَّره أبو البقاء " مضافةً إلى قوتكم " وهذا يأباه النحاة لأنهم لا يقدِّرون إلا الكونَ المطلقَ في مثله ، أو تُجْعل " إلى " بمعنى مع أي : مع قوتكم كقولِه تعالى : { إِلَى أَمْوَالِكُمْ } [ النساء : 2 ] .