فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَيَٰقَوۡمِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا وَيَزِدۡكُمۡ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمۡ وَلَا تَتَوَلَّوۡاْ مُجۡرِمِينَ} (52)

ثم أرشدهم إلى الاستغفار والتوبة فقال { ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه } أي اطلبوا مغفرته لما سلف من ذنوبكم بفعل الطاعة ثم توسلوا إليه بالتوبة وقد تقدم زيادة بيان لمثل هذا في قصة نوح ثم رغبهم في الإيمان بالخير العاجل فقال { يرسل السماء عليكم مدرارا } أي كثير الدرور أي السيلان والنزول والتتابع والسماء المطر يقال درت السماء تدر فهي مدرار ، ولم يؤنثه لأن المراد للمبالغة فيستوي فيه الذكر والمؤنث أو إن الهاء حذفت من مفعال على طريق النسب قاله مكي .

وكان قوم هود أهل بساتين وزروع وعمارة وكانت مساكنهم الرمال التي بين الشام واليمين عن الضحاك قال : أمسك الله القطر عن عاد ثلاث سنين فأجدبت بلادهم وقحطت بسبب كفرهم فقال لهم هود { استغفروا } الآية فأبوا إلا تماديا .

{ ويزدكم قوة إلى قوتكم } أي شدة مضافه إلى شدتكم أو خصبا إلى خصبكم أو عزا إلى عزكم قال الزجاج : قوة في النعم ، وقال عكرمة : القوة إلى القوة ولد الولد وقيل كانت قد عقمت نساؤهم ثلاثين سنة لم تلد وقيل قوة في الدين إلى قوة الأبدان .

{ ولا تتلو المجرمين } أي لا تعرضوا عما أدعوكم إليه وتقيموا على الكفر مصرين عليه والإجرام الآثام كما تقدم ثم أجابه قومه بما يدل على فرط جهالتهم وعظيم غباوتهم .