النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيۡحَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دِيَٰرِهِمۡ جَٰثِمِينَ} (67)

قوله عز وجل : { وأخذ الذين ظلموا الصيحةُ } فيها ثلاثة أقاويل :

أحدها : أن جبريل عليه السلام صاح بهم .

الثاني : أن الله تعالى أحدثها في حيوان صاح بهم .

الثالث : أن الله تعالى أحدثها من غير حيوان .

{ فأصبحوا في ديارهم جاثمين } لأن الصيحة أخذتهم ليلاً فأصبحوا منها هلكى . { في ديارهم } فيه وجهان :

أحدهما : في منازلهم وبلادهم ، من قولهم هذه ديار بكر وديار ربيعة .

الثاني : في دار الدنيا لأنها دار لجميع الخلق .

وفي { جاثمين } وجهان :

أحدهما : مبيتين ، لأن الصحية كانت بياتاً في الليل ، قاله عبد الرحمن بن زيد . الثاني : هلكى بالجثوم .

وفي الجثوم تأويلان :

أحدهما : أنه السقوط على الوجه .

الثاني : أنه القعود على الرُّكب .