قوله عز وجل : { ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى } . أما إبراهيم ففيه وجهان :
أحدهما : أنه اسم أعجمي ، قاله الأكثرون . وقيل معناه أب رحيم .
الثاني : أنه عربي مشتق من البرهمة وهي إدامة النظر .
والرسل جبريل ومعه ملكان قيل إنهما ميكائيل وإسرافيل عليه السلام وروى أبو صالح عن ابن عباس أنه كان المرسل مع جبريل اثني عشر{[1370]} ملكاً .
وفي البشرى التي جاءوه بها أربعة أقاويل :
أحدها : بشروه بنبّوته ، قاله عكرمة .
الثاني : بإسحاق ، قاله الحسن .
الثالث : بشروه بإخراج محمد صلى الله عليه وسلم من صلبه وأنه خاتم الأنبياء .
الرابع : بشروه بهلاك قوم لوط ، قاله قتادة .
{ قالوا سلاماً قال سلامٌ } فيه وجهان :
أحدهما : تحية من الملائكة لإبراهيم عليه السلام فحياهم بمثله فدل على أن السلام تحية الملائكة والمسلمين جميعاً .
الثاني : سلمت أنت وأهلك من هلاك قوم لوط .
وقوله : { سلام } أي الحمد لله الذي سلّمني ، فمعنى سلام : سلمت . وقرأ حمزة والكسائي : { سِلْم } بكسر السين وإسقاط الألف .
واختلف في السلم والسلام على وجهين : أحدهما : أن السلم من المسالمة والسلام من السلامة .
الثاني : أنهما بمعنى واحد ، قال الشاعر ، وقد أنشده الفراء لبعض العرب :
وقفنا فقلنا إيه سِلْم فسَلّمَتْ *** كما اكتلَّ بالبرْقِ الغمامُ اللوائحُ
{ فما لبث أن جاء بعجل حنيذ } ظنَّ رُسُل ربه أضيافاً لأنهم جاؤُوه في صورة الناس فعجل لهم الضيافة فجاءهم بعجل حنيذ . وفي الحنيذ قولان :
أحدهما : أنه الحار ، حكاه أبان بن تغلب عن علقمة النحوي .
الثاني : هو المشوي نضيجاً وهو المحنوذ مثل طبيخ ومطبوخ وفيه قولان :
أحدهما : هو الذي حُفر له في الأرض ثم غُمَّ فيها ، قال الشاعر :
إذا ما اعتبطنا اللحم للطالب القِرى *** حنذناه حتى عَين اللحم آكله
الثاني : هو أن يوقد على الحجارة فإذا اشتد حرها ألقيت في جوفه ليسرع نضجه ، قال طرفة بن العبد :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.