تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَأَخَذَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ٱلصَّيۡحَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دِيَٰرِهِمۡ جَٰثِمِينَ} (67)

وقوله تعالى : ( وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ ) قيل : عذابهم كان صيحة ؛ صاح بهم جبريل ، وقيل : الصيحة الصاعقة ؛ وكل عذاب فهو صيحة . لكن لا ندري كيف كان ؟ أو أن يكون عذابهم قدر صيحة لسرعة وقوعه بهم ، أو ما يسمي ذلك العذاب صيحة [ بما رأوا ][ في الأصل وم : لما رأوه ] ما يصيحون في ما بينهم ، أو ما ذكرنا .

وقوله تعالى : ( فأصبحوا في ديارهم جاثمين ) قال ههنا ( ديارهم جاثمين ) وقال في سورة الأعراف ( دارهم جاثمين )[ الآيتين : 78و91 والعنكبوت : 37 ] والقصة واحدة . قال بعضهم : دارهم قرارهم ، وديارهم منازلهم . ولكن هو واحد ، أصبحوا جاثمين في دارهم ومنازلهم ، سواء .

وقوله تعالى : ( جاثمين ) قيل : جامدين موتى . وأصل قوله : ( جاثمين ) أي منكبين على وجوههم ؛ يقال : جثم الطائر إذا انكب على وجهه مخافة الصيد . وقد ذكرنا في ما تقدم .