النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّي وَءَاتَىٰنِي مِنۡهُ رَحۡمَةٗ فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِنۡ عَصَيۡتُهُۥۖ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيۡرَ تَخۡسِيرٖ} (63)

قوله عز وجل : { قال يا قوم أرأيتم إن كُنْتُ على بينةٍ من ربي } يحتمل وجهين :

أحدهما : على حق بَيّن .

الثاني : على حجة ظاهرةٍ . وقال الكلبي على دين من ربي .

{ وآتاني منه رحمة } قال ابن جرير الطبري يعني النبوة والحكمة .

{ فمن ينصرني من الله إن عصيته } أي فمن يدفع عني عذاب الله إن عصيته بطاعتكم .

{ فما تزيدونني غير تخسير } فيه وجهان :

أحدهما : يعني ما تزيدونني في احتجاجكم بتباع آبائكم إلا خساراً تخسرونه أنتم ، قاله مجاهد .

الثاني : فما تزيدونني مع الرد والتكذيب إن أجبتم إلى ما سألتم إلا خساراً لاستبدال الثواب بالعقاب .