النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَفَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِـَٔايَٰتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالٗا وَوَلَدًا} (77)

قوله عز وجل : { أَفَرَءَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بَئَآياتِنَا . . . } اختلف فيمن نزلت هذه الآية فيه على قولين :

أحدهما : في العاص بن وائل السهمي ، قاله جبار وابن عباس ومجاهد .

الثاني : في الوليد بن المغيرة ، قاله الحسن .

{ . . . مَالاً وَوَلَداً } قرأ حمزة والكسائي : { ووُلْداً } بضم الواو ، وقرأ الباقون بفتحها ، فاختلف في ضمها وفتحها على وجهين :

أحدهما : أنهما لغتان معناهما واحد ، يقال ولَدَ ووُلْد ، وعَدَم وعُدْم ، وقال الحارث ابن حلزة{[1879]} :

ولقد رأيت معاشراً *** قد ثمَّروا مالاً ووُلْدا

والثاني : أن قيساً الوُلْد بالضم جميعاً ، والولد بالفتح واحداً .

وفي قوله تعالى : { لأُتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً } وجهان :

أحدهما : أنه أراد في الجنة استهزاء بما وعد الله على طاعته وعبادته ، قاله الكلبي .

الثاني : أنه أراد في الدنيا ، وهو قول الجمهور . وفيه وجهان محتملان :

أحدهما : إن أقمت على دين آبائي وعبادة ألهتي لأوتين مالاً وولداً .

الثاني : معناه لو كنت أقمت على باطل لما أوتيت مالاً ولا ولداً .


[1879]:في الأصل جلدة وهو تحريف.