بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَفَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِـَٔايَٰتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالٗا وَوَلَدًا} (77)

{ أَفَرَأَيْتَ الذى كَفَرَ بئاياتنا } يعني : بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { وَقَالَ لاَوتَيَنَّ } يعني : لأعطين { مَالاً وَوَلَدًا } في الجنة . روى أسباط عن السدي أن خباب بن الأرت كان صائغاً يعمل للعاص بن وائل حلياً ، فجاء يسأله أجره ، فقال له العاص : أنتم تزعمون أن لنا بعثة وجنة وناراً ، فإذا كان يوم القيامة ، فإني سأوتى مَالاً وَوَلداً ، وأعطيك منه ، فنزل { أَفَرَأَيْتَ الذى كَفَرَ بئاياتنا وَقَالَ لاَوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً } في الجنة . قرأ نافع وعاصم وأبو عمرو { مَالاً وَوَلَدًا } بفتح اللام والواو في كل القرآن ، غير أن أبا عمرو قرأ في سورة نوح بالضم ، وهكذا روي عن مجاهد ، وقرأ حمزة والكسائي بضم الواو وجزم اللام من ها هنا إلى آخر السورة ، والتي في الزخرف ، والتي في سورة نوح ، وقال أبو عبيد : إنما قرأ هكذا لأنهما جعلا الوُلْد غير الوَلَد ، فيقال : الوُلْد جماعة الأهل ، والوَلَد واحد ، وقال الزجاج : الوُلْد مثل أسد وأُسْد ، وجائز أن يكون الوَلد بمعنى الولد قال أبو عبيد والذي عندنا في ذلك أنهما لغتان ، والذي نختاره منهما بفتح اللام والواو .