{ أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا ( 77 ) أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا ( 78 ) كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا ( 79 ) ونرثه ما يقول ويأتينا فردا ( 80 ) واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا ( 81 ) كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا ( 82 ) ألم تر أن أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا ( 83 ) فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا ( 84 ) يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ( 85 ) } .
{ أفرأيت الذي كفر بآياتنا } استفهام تعجيب أي أخبرني بقصة هذا الكافر يعني " عاص بن وائل " واذكر حديثه عقب حديث أولئك ، وإنما استعملوا : أرأيت بمعنى أخبر لأن رؤية الشيء من أسباب صحة الخبر عنه ، والآيات تعم كل آية ، ومن جملتها آية البعث والفاء للعطف على مقدر أي أنظرت فرأيت واللام في { وقال لأوتين } هي الموطئة للقسم كأنه قال : والله لأوتين في الآخرة { مالا ولدا } وهذا من شدة تعنته بكفره أي انظر إلى حال هذا الكافر ، وتعجب من كلامه وتألّيه على الله مع كفره به وتكذيبه بآياته .
أخرج البخاري ومسلم وغيرهما في الآية من حديث خباب بن الأرتّ قال : كنت رجلا قينا وكان لي على العاص بن وائل{[1178]}دين فأتيته أتقاضه فقال : لا والله لا أقضيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم فقلت والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث قال : إذا مت ثم بعثت جئتني ولي ثمّ مال وولد فأعطيك فأنزل الله فيه هذه الآية .
وقرئ ولدا بضم الواو وبفتحها قيل هما لغتان معناهما واحد يقال ولد وولد كما يقال : عدم وعدم ، وقيل بالضم للجمع وبالفتح للواحد ، وقد ذهب الجمهور إلى أن هذا الكافر أراد بقوله : { لأوتين مالا وولدا } أنه يؤتى ذلك في الدنيا ، وقال جماعة في الجنة ، قيل والمعنى أن أقمت على دين آبائي لأوتين ، وقيل المعنى لو كنت على باطل لما أوتيت مالا وولدا ، ثم أجاب الله سبحانه عن قول هذا الكافر بما يدفعه ويبطله فقال :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.