السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَفَرَءَيۡتَ ٱلَّذِي كَفَرَ بِـَٔايَٰتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالٗا وَوَلَدًا} (77)

ولما ذكر تعالى الدلائل أوّلاً على صحة البعث ثم أورد شبهة المنكرين وأجاب عنها أورد عليهم الآن ما ذكروه على سبيل الاستهزاء طعناً في القول بالحشر فقال تعالى : { أفرأيت الذي } أي : الذي يعرض عن هذا اليوم ويزيد على ذلك بأن { كفر بآياتنا } الدالات على عظمتنا بالدلالات البينات { وقال } جرأة منه وجهلاً { لأوتينّ } أي : والله لأوتين في الساعة على تقدير قيامها { مالاً وولداً } أي : عظيمين فلم يكفه في جهله تعجيز القادر حتى ضم إليه إقدار العاجز وقرأ حمزة والكسائي وولداً وكذا ولداً في جميع ما في هذه السورة بضم الواو وسكون اللام والباقون بفتح الواو واللام في الجميع يقال ولد وولد كما يقال عرب وعرب وعدم وعدم أما القراءة بفتحتين فواضحة وهو اسم مفرد قائم مقام الجمع وأما قراءة الضم والإسكان فقيل : هي كالتي قبلها في المعنى وقيل : بل هي جمع لولد نحو أسد وأسد وأنشدوا على ذلك

ولقد رأيت معاشراً *** قد أثمروا مالاً وولداً

وأنشدوا شاهداً على أنّ الولد والولد مترادفان قول الآخر

فليت فلاناً كان في بطن أمه *** وليت فلاناً كان ولد حمار