النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشۡتَرَوُاْ ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡعَذَابَ بِٱلۡمَغۡفِرَةِۚ فَمَآ أَصۡبَرَهُمۡ عَلَى ٱلنَّارِ} (175)

قوله تعالى : { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى } يعني من تقدم ذكره من علماء اليهود اشتروا الكفر بالإيمان { وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ } يعني النار بالجنة .

{ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ } فيه أربعة أقاويل :

أحدها : معناه ما أجرأهم على النار ، وهذا قول أبي صالح .

والثاني : فما أصبرهم على عمل يؤدي بهم إلى النار .

والثالث : معناه فما أبقاهم على النار ، من قولهم : ما أصبر فلاناً على الحبس ، أي ما أبقاه فيه .

والرابع : بمعنى أي شيء صبّرهم على النار ؟