ثم قال تعالى : ( أُوْلَئِكَ الذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاَلَةَ بِالهُدَى ) [ 174 ] .
أي : أولئك الذين أخذوا الضلالة ، وتركوا الهدى ، وأخذوا ما يوجب لهم عذاب الله يوم القيامة ، وتركوا ما يوجب لهم عفوه . فاستغنى بذكر العذاب والمغفرة عن ذكر السبب الذي يوجبهما لفهم سامعي ذلك .
ثم قال تعالى : ( فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ) [ 174 ] .
قال ابن عباس : " معناه : ما الذي صبرهم( {[5279]} ) على النار " ( {[5280]} ) .
وقال أبو عبيدة : " معناه : ما( {[5281]} ) الذي أصبرهم على النار ، ودعاهم إليها ، وليس بتعجب( {[5282]} ) " ( {[5283]} ) . وهو قول السدي( {[5284]} ) .
فَ " ما " استفهام في القولين جميعاً( {[5285]} ) .
وقال مجاهد والحسن وقتادة : " هو تعجب " ( {[5286]} ) .
ومعنى التعجب في هذا أن الله جل ذكره يعجب خلقه منهم ، ومن جرأتهم على عمل يوردهم النار .
وقال مجاهد : " معناه : ا أعملهم( {[5287]} ) بأعمال أهل النار " ( {[5288]} ) . أي : ما أشد جرأتهم على عمل يوجب لهم النار .
وقيل : معناه : ما أبقاهم في عذاب الله .
وقيل : معناه : ما أصبرهم على الأعمال التي توجب لهم النار( {[5289]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.