النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قَالَ بَلۡ أَلۡقُواْۖ فَإِذَا حِبَالُهُمۡ وَعِصِيُّهُمۡ يُخَيَّلُ إِلَيۡهِ مِن سِحۡرِهِمۡ أَنَّهَا تَسۡعَىٰ} (66)

قوله تعالى : { قَالَ بَلْ أَلْقُوا . . . } الآية . في أمر موسى للسحرة بالإِلقاء- وإن كان ذلك كفراً لا يجوز أن يأمر به - وجهان :

أحدهما : إن اللفظ على صفة الأمر ، ومعناه معنى الخبر ، وتقديره : إن كان إلقاؤكم عندكم حجة فألقوا .

الثاني : إن ذلك منه على وجه الاعتبار ليظهر لهم صحة نبوته ووضوح محبته ، وأن ما أبطل السحر لم يكن سحراً .

واختلفوا في عدد السحرة فحكى عن القاسم بن أبي بزة أنهم كانوا سبعين ألف ساحر ، وحكي عن ابن جريج أنهم كانوا تسعمائة ساحر ، ثلاثمائة من العريش ، وثلاثمائة من الفيوم ، ويشكون في الثلاثمائة من الإسكندرية . وحكى أبو صالح عن ابن عباس أنهم كانوا اثنين وسبعين ساحراً ، منهم اثنان من القبط وسبعون من بني إسرائيل ، كانوا في أول النهار سحرة وفي آخره شهداء .

قوله تعالى :{ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى } يحتمل وجهين :

أحدهما : أنه يخيل ذلك لفرعون .

الثاني : لموسى كذلك .