{ قال } لهم موسى عليه السلام مقابلاً لأدبهم بأحسن منه ، ولأنه فهم أن مرادهم الابتداء ، وليكون هو الآخر ، فتكون له العاقبة بتسليط معجزته على سحرهم ، فلا يكون بعدها شك لا ألقي أنا أولاً { بل ألقوا } أنتم أولاً ، فانتهزوا الفرصة ؛ لأن ذلك كان مرادهم بما أفهموه من تغيير السياق والتصريح بالأول ، فألقوا ما معهم من الحبال والعصي { فإذا حبالهم وعصيّهم } أي : التي ألقوها قد فاجأت أنه { يخيل إليه } تخييلاً مبتدأً { من سحرهم } أي : الذي قد فاقوا به أهل الأرض { أنها } لشدة اضطرابها { تسعى } فإن قيل : كيف يجوز أن يقول موسى : { بل ألقوا } فيأمرهم بما هو سحر أجيب : بأن ذلك الأمر كان مشروطاً ، والتقدير : ألقوا ما أنتم ملقون إن كنتم محقين ؛ كما في قوله تعالى : { فأتوا بسورة من مثله } [ البقرة ، 23 ] ، أي : إن كنتم صادقين ، وفي القصة أنهم لما ألقوا الحبال والعصي أخذوا أعين الناس ، فرأى موسى والقوم كأن الأرض امتلأت حيات ، وكانت قد أخذت ميلاً من كل جانب ، ورأوا أنها تسعى ، وقيل : لطخوها بالزئبق ، فلما وقعت عليها الشمس اضطربت ، فخيل إليهم أنها تتحرك ، وقرأ ابن ذكوان تخيل بالتاء الفوقية على التأنيث ، والباقون بالياء على إسناده إلى ضمير الحبال .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.