النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَإِن لَّمۡ تَجِدُواْ فِيهَآ أَحَدٗا فَلَا تَدۡخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤۡذَنَ لَكُمۡۖ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ٱرۡجِعُواْ فَٱرۡجِعُواْۖ هُوَ أَزۡكَىٰ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِيمٞ} (28)

قوله تعالى : { فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً } يعني يأذن لكم .

{ فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُم } ولا يجوز التطلع إلى المنزل ليرى من فيه فيستأذنه إذا كان الباب مغلقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ لأَجْلِ البَصَرِ{[2057]} . إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَفْتُوحاً فَيَجُوزُ إِذا كَانَ خَارِجاً أَنْ يَنْظُرَ لأَنَّ صَاحِبَهُ بالفتح قَدْ أَبَاحَ النَّظَرَ "

{ وَإِن قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ } وهنا ينظر فإن كان بعد الدخول عن إذن لزم الانصراف وحرم اللبث ، وإن كان قبل الدخول فهو رد الإِذن ومنع من الدخول . ولا يلزمه الانصراف عن موقفه من الطريق إلا أن يكون فناء الباب المانع فيكفى عنه . قال قتادة : لا تقعد على باب قوم ردوك فإن للناس حاجات .


[2057]:رواه البخاري ومسلم والترمذي في الاستئذان والأدب.