النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{لَّيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَدۡخُلُواْ بُيُوتًا غَيۡرَ مَسۡكُونَةٖ فِيهَا مَتَٰعٞ لَّكُمۡۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا تُبۡدُونَ وَمَا تَكۡتُمُونَ} (29)

قوله تعالى : { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ } فيها خمسة أقاويل :

أحدها : أنها الخانات المشتركة ذوات البيوت المسكونة ، قاله محمد بن الحنفية رضي الله عنه .

الثاني : أنها حوانيت التجار قاله الشعبي .

الثالث : أنها منازل الأسفار ومناخات الرجال التي يرتفق بها مارة الطريق في أسفارهم ، قاله مجاهد .

الرابع : أنها الخرابات العاطلات ، قاله قتادة .

الخامس : أنها بيوت مكة{[2058]} ، ويشبه أن يكون قول مالك .

{ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنها عروض الأموال التي هي متاع التجار ، قاله مجاهد .

الثاني : أنها الخلاء والبول سمي متاعاً لأنه إمتاع لهم ، قاله عطاء .

الثالث : أنه المنافع كلها ، قاله قتادة . فلا يلزم الاستئذان في هذه المنازل كلها . قال الشعبي : حوانيت التجار إذنهم أنهم جاءوا ببيوعهم فجعلوها فيها وقالوا للناس : هَلُمّ .


[2058]:هذا على القول بأنها غير متملكة وأن الناس شركاء فيها وأن مكة أخذت عنوة.