النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمَا كُنتَ تَتۡلُواْ مِن قَبۡلِهِۦ مِن كِتَٰبٖ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِيَمِينِكَۖ إِذٗا لَّٱرۡتَابَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ} (48)

قوله تعالى : { وَمَا كُنتَ تَتْلُوا مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ } فيه قولان :

أحدهما : معناه { وَمَا كُنتَ تَتْلُوا مِن } قبل القرآن كتاباً من كتب الله المنزلة ولا تخطه أي تكتبه بيمينك فتعلم ما أنزل الله فيه حتى يشكوا في إخبارك عنه إنه من وحي الله سبحانه إليك وهو معنى قول يحيى بن سلام .

الثاني : أنه كان أهل الكتاب يجدون في كتبهم أن محمداً لا يخط بيمينه ولا يقرأ كتاباً فنزل ذلك فيهم ليدلهم على صحة نبوته ، وهو معنى قول مجاهد .

{ إِذَاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ } فيهم ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنهم مشركو قريش ، قاله مجاهد .

الثاني : مشركو العرب أن يقولوا لو كان يقرأ قد تعلمه من غيره ، قاله قتادة .

الثالث : أنهم المكذبون من اليهود ، قاله السدي .