النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَخَلَقۡنَا لَهُم مِّن مِّثۡلِهِۦ مَا يَرۡكَبُونَ} (42)

{ وخلقنا لهم من مثله ما يركبون } فيه أربعة تأويلات :

أحدها : أنه خلق مثل سفينة نوح مما يركبونها من السفن ، قاله ابن عباس .

الثاني : أنها السفن الصغار خلقها لهم مثل السفن الكبار ، قاله أبو مالك .

الثالث : أنها سفن الأنهار خلقها لهم مثل سفن البحار ، قاله السدي .

الرابع : أنها الإبل خلقها لهم للركوب- في البر- مثل السفن المركوبة في البحر ، قاله الحسن وعبد الله بن شداد . والعرب تشبه الإبل بالسفن ، قال طرفة :

كأنَّ حدوج المالكية غدوةً *** خلايا سَفينٍ بالنواصِف من رَدِ{[2304]}

ويجيء على مقتضى تأويل عليّ رضي الله عنه في أن الذرية في الفلك المشحون هي النطف في بطون النساء . قولٌ خامس في قوله : { وخلقنا لهم من مثله ما يركبون } :

أن يكون تأويله النساء خلقن{[2305]} لركوب الأزواج ، لكن لم أره محكياً .


[2304]:الحدوج مراكب النساء، والمالكية منسوبة إلى مالك بن سعد بن ضبيعة، والنواصف جمع ناصفة وهي الرحبة الواسعة في الوادي ورد: اسم موضع. والخلايا جمع خلية وهي السفينة العظيمة.
[2305]:في ك خلقهن.