فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَخَلَقۡنَا لَهُم مِّن مِّثۡلِهِۦ مَا يَرۡكَبُونَ} (42)

{ وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ } أي وخلقنا لهم مما يماثل الفلك ما يركبونه على أن { ما } هي الموصولة ومن زائدة وقال مجاهد وقتادة وجماعة من أهل العلم من المفسرين وهي الإبل خلقها لهم للركوب في البر مثل السفن المركوبة في البحر ، والعرب تسمي الإبل سفائن البر ، وقيل : المعنى وخلقنا لهم سفنا أمثال تلك السفن يركبونها ، قاله الحسن والضحاك وأبو مالك ، وقال النحاس : وهذا أصح لأنه متصل الإسناد عن ابن عباس ، وقيل : هي السفن المتخذة بعد سفينة نوح . قلت : والعموم أولى ولا وجه للتخصيص ، فيشمل كل ما يركب حيوانا كان أو جمادا دخانا كان أو ريحا ، كالعجلات الحادثة في هذا الزمان ، وما سيحدث في المستقبل بتلاحق الأفكار وتعامل الأيدي والأنظار .