النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنُطۡعِمُ مَن لَّوۡ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطۡعَمَهُۥٓ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (47)

قوله عز وجل : { وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم اللهُ قال الذين كفروا } الآية . فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنهم اليهود أمروا بإطعام الفقراء فقالوا :{ أنطعم من لو يشاء الله أطعمه } ، قال الحسن .

الثاني : أنهم الزنادقة أمروا فقالوا ذلك ، قاله قتادة .

الثالث : أنهم مشركو قريش جعلوا لأصنامهم في أموالهم سهماً فلما سألهم الفقراء أجابوهم بذلك ، قاله النقاش .

ويحتمل هذا القول منهم وجهين :

أحدهما : إنكارهم وجوب الصدقات في الأموال .

الثاني : إنكارهم على إغناء من أفقره الله تعالى ومعونة من لم يعنه الله تعالى .

{ إن أنتم إلا في ضلال مبين } فيه قولان :

أحدهما : أنه من قول الكفار لمن أمرهم بالإطعام ، قاله قتادة .

الثاني : أنه من قول الله تعالى لهم حين ردوا بهذا الجواب ، حكاه ابن عيسى .