النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قَالُواْ يَٰوَيۡلَنَا مَنۢ بَعَثَنَا مِن مَّرۡقَدِنَاۜۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحۡمَٰنُ وَصَدَقَ ٱلۡمُرۡسَلُونَ} (52)

قوله عز وجل : { قالوا يا ويلنا من بعثنا مِن مَرقدنا } قال قتادة : هي النومة بين النفختين لا يفتر عنهم عذاب القبر إلا فيها . وفي تأويل هذا القول قولان :

أحدهما : أنه قول المؤمنين ثم يجيبون أنفسهم فيقولون : { هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون } حكاه ابن عيسى .

الثاني : أنه قول الكفار لإنكارهم البعث فيقال لهم : { هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون } .

وفي قائل ذلك لهم قولان :

أحدهما : أنه قول المؤمنين لهم عند قيامهم من الأجداث معهم ، قاله قتادة .

الثاني : أنه قول الملائكة لهم ، قاله الحسن .

وفي { هذا } وجهان :

أحدهما : أنه إشارة إلى المرقد تماماً لقوله تعالى { من بعثنا من مرقدنا هذا } ، وعليه يجب أن يكون الوقف .

الثاني : أنه ابتداء { هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون } فيكون إشارة إلى الوعد ويكون الوقف قبله والابتداء منه .