اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَخَلَقۡنَا لَهُم مِّن مِّثۡلِهِۦ مَا يَرۡكَبُونَ} (42)

قوله تعالى : { وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ } لما مَنَّ بإحياء الأرض وهي مكان الحيوانات بين أنه لم يقتصر عليه بل بين للإنسان طريقاً يتخذ من البحر ويسير فيها كما يسير في البر وهو كقوله تعالى : { وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البر والبحر } [ الإسراء : 70 ]ويؤيد هذا قوله تعالى : { وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ } إذا فسرناه بأن المراد منه الإبل فإنها سفُن البرِّ . ووجه آخر وهو أن الله تعالى لما بين سِبَاحَةَ الكواكب في الأفلاك ذكر ما هو مثله وهو سباحة الفُلْكِ في البحار ووجه آخر وهو أن الأمور التي أنعم الله ( تعالى ){[1]} بها على عباده منها ضرورة ومنها نافعة فالأول للحاجة والثاني للزينة فخلق الله الأرض وإحياؤها من القبيل الأول فإنها المكان الذي لولاه لما وجد الإنسان ولولا إحياؤها لما عاش الإنسان ، والليل والنهار في قوله : { وَآيَةٌ لَّهُمُ الليل } [ يس : 37 ] أيضاً من القبيل الأول لأنه الزمان الذي لولاه لما حدث الإنسان والشمسُ والقمرُ وحركتُهُما لو لم تكن لما عاش الإنسان ، ثم إنه تعالى لما ذكر من القبيل الأول آيتين ذكر من القبيل الثاني وهو الزينة آيتين :

إحداهما : الفُلْك التي تجري في البحر فتستخرج{[2]} من البحر ما يُتَزَيَّنُ به كما قال تعالى : { وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الفلك فِيهِ مَوَاخِرَ } [ فاطر : 12 ] .

وثانيهما : الدَّوَابُّ التي هي في البرّ كالفُلْك في البحر في قوله : { وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ } فإن الدوابَّ زينة كما قال تعالى : { والخيل والبغال والحمير لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً } [ النحل : 8 ] .

قوله : { أَنَّا حَمَلْنَا } مبتدأ «وآية » خبر مقدم{[3]} ، وجوز أبو البقاء أن يكون : «أَنَّا حَمَلْنَا » خبر مبتدأ محذوف بناء منه على أن «آية لهم » مبتدأ وخبر كلام مستقل بنفسه كما تقدم في نظيره{[4]} والظاهر أن الضميرين في «لَهُمْ » و «ذُرِّيَّتهم » لشيء واحد{[5]} . ويراد بالذرية آباؤهم المحمولين في سفينة نوح - عليه ( الصلاة و ) السلام- أو يكون الضميران مختلفين أي ذرية القرون الماضية{[6]} . ووجه الامتنان عليهم أنهم في ذلك مِثْلُ الذرية من حيث إنهم ينتفعون بها كانتفاع أولئك . وقوله «مَا يَرْكَبُونَ » هذا يحتمل أن يكون من جنس الفُلْك إِن أريد بالفلك سفينة نوح - عليه ( الصلاة و ) السلام- خاصة وأن يكون من جنس آخر كالإبل ونحوه ولهذا سمتها العربُ سُفُنّ البرِّ فقوله : «مِنْ مِثْلِهِ » أي من مثل الفلك أو من مثل ما ذكر من خلق الأزواج ، ( في قوله{[7]} «وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ » ){[8]} . والضمير في «لهم » يحتمل أن يكون عائداً إلى الذرية أي حملنا ذريتهم وخَلَقْنَا للمحمولين ما يركبون ، ويحتمل أن يعود إلى العباد الذين عاد إليْهِمْ قَوْلُهُ : «وَآيَةٌ لَهُمْ » . وهو الظاهر لعود الضمائر إلى شيء واحد{[9]} . و «مِنْ » يحتمل أن تكون صلة أي خلقنا لهم مِثْلَهُ{[10]} ، وأن تكون لِلْبَيَانِ ، لأن المخلوق كان أشياء . وقال مِنْ مِثْل الفلك للبيان{[11]} . وتقدم اشتقاق الذُّرِّيَّةِ في البقرة{[12]} ، واختلاف القراء فيها في الأعراف{[13]} .

فصل

قال المفسرون : المراد بالذُّرَّيَةِ{[14]} الآباء والأجداد واسم الذرية يقع على الآباء كما يقع على الأولاد أي حَمَلْنَا آبَاءَكُمْ في الفلك ، والألف للتعريف أي فُلْكِ نُوِحِ وهو مذكور في قوله : { واصنع الفلك } [ هود : 37 ] وهو معلوم عند العرب . وقال الأكثرون{[15]} : الذرية لا تطلق إلا على الولد . وعلى هذا فالمراد إما أن يكون الفلك المعين الذي كان لنوح وإما أن يكون المراد الجنس كقوله تعالى : { وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ الفلك والأنعام مَا تَرْكَبُونَ } [ الزخرف : 12 ] وقوله : { وَتَرَى الفلك فِيهِ مَوَاخِرَ } [ فاطر : 12 ] وقوله : { فَإِذَا رَكِبُواْ فِي الفلك } [ العنكبوت : 65 ] . إلى غير ذلك من استعمال لام التعريف في الفلك لبيان الجنس فإن كان المراد سفينةَ نوح ففيه وجوه :

الأول : أن المراد : حملنا أولادهم إلى يوم القيامة في ذلك الفلك ولولا ذلك لما بقي للأب نسلٌ ولا عَقِب وعلى هذا فقوله : { حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُم } إشارة إلى كمال النعمة أي لم تكن النعمة مقتصرة عليكم بل متعدية إلى أعقابكم إلى يوم القيامة وهذا قول الزمخشري{[16]} ، ويحتمل أن يقال : إنه تعالى إنما خص الذريات بالذكر لأن الموجودين كانوا كفاراً لا فائدة في وجودهم فقال : { حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُم } أي لم يكن الحَمْلُ حَمْلاً لهم وإنَّما كان حملاً لما في أصلابهم من المؤمنين كمن حمل صُنْدُوقاً لا قيمة له وفيه جَوَاهِرُ ( ف ) قيل{[17]} : إنه لم يحمل الصندوق إنما حمل{[18]} ما فيه .

الثاني : أنّ المُرَادَ بالذُّرِّيَّة الجنس أي حملنا أجناسهم لأن ذلك الحيوانَ من جنسه ونوعه ، والذرية تطلق على الجنس ولذلك{[19]} تطلق على النِّساء كنهي النبي - عليه ( الصلاة و ) السلام- عن قَتْلِ الذَّرَارِي أي النساء{[20]} لأنَّ المرأة وإن كانت صِنْفاً غير صِنف الرجل لكنها من جنسه ونوعه يقال : ذَرَارينا أي أمثالنا .

الثالث{[21]} : أن الضمير في قوله : { وَآيَةٌ لَّهُمْ } عائد على العَبِاد ، حيث قال : { يا حسرة عَلَى العباد } [ يس : 30 ] وقال بعد ذلك : { وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ } . ( وإذا عُلِمَ{[22]} هذا فكأنه تعالى قال : «وآيةٌ للعبادِ أنا حملنا ذريتهم » . وإذا علم هذا فكأنه تعالى قال : «وآية للعباد أنا حملنا ذريات العباد » . ولا يلزم أن يكون المراد بالضمير في الموضعين أشخاصاً مُعَيَّنينَ كقوله : { وَلاَ تقتلوا أَنْفُسَكُمْ } [ النساء : 29 ] { وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ }{[23]} [ الأنعام : 65 ] . وكذلك{[24]} إذا تقاتل قومٌ ومات الكُلّ في القتال يقال : هؤلاء القوم هم قتلوا أنفسهم . «فهم » في الموضعين يكون عائداً إلى القوم ولا يكون المراد أشخاصاً مُعَيَّنِينَ بل المراد أن بعضَهم قتل بعضَهم فكذلك قوله تعالى : «آيةٌ لهم » أي آية لكل بعض منهم أنا{[25]} حملنا ذرية كُلِّ ( بَعْض ){[26]} منهم ، أو ذرية بعض منهم .

وإن قلنا : المراد جنس الفلك وهو الآظهر لأن سفينة نوح لم تكن بحضرتهم ولم يعلموا من حمل فيها فأما جنس الفلك فآية ظاهرة لكل أحد وقوله تعالى في سفينة نوح : { وَجَعَلْنَاهَآ آيَةً لِّلْعَالَمِينَ } [ العنكبوت : 15 ] أي بوجود جنسها ومثلها . ويؤيده قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ الفلك تَجْرِي فِي البحر بِنِعْمَةِ الله لِيُرِيَكُمْ مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } [ لقمان : 31 ] . وإن قيل : المراد سفينة نوح فوجه المناسبة أنه ذكرهم بحال نوح وأن المكذبين هلكوا والمؤمنين فازوا فكذلك هم إن آمنوا يفوزوا وإن كذبوا يَهْلَكُوا . والأول أظهر وهو أن المراد بالفلك الموجودة في زمانهم ويؤيده قوله تعالى : { وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ } .

فإن قيل : لم قال { حَمَلْنَا ذُرِّيّتهُمْ } ولم يقل : «حملناهم » ليكون أعم{[27]} كما قال : { وَآيَةٌ لَّهُمُ الأرض الميتة أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ } [ يس : 33 ] ولم يقل : تَأْكُلُ ذُرِّيِّتهُم ؟ .

فالجواب : قوله تعالى : «حملنا ذريتهم » أي ذريات العباد ولم يقل حملناهم لأن سكون الأرض عام ( ل ){[28]} كلّ أحد يسكنها فقال : { وآيَةٌ لَهُم الأرض الميتة } إلى أن قال : { فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ } لأن الأكل عام وأما الحمل في السفينة فمن الناس من لا يركبها في عمره ولا يُحْمَلُ فيها ولكن ذرية العباد لا بد لهم من ذلك فإنَّ فيهم من يحتاج إليها فيُحْمَلُ فيها .

فإن قيل : ما الحكمة في كونه جمع الفلك في قوله : { وَتَرَى الفلك فِيهِ مَوَاخِرَ } [ فاطر : 12 ] وأفرده في قوله : { فِي الفلك المشحون } .

فالجواب : أن فيه تدقيقاً مليحاً في علم اللغة وهو أن الفلك{[29]} تكون حركتها مثلَ حركة تلك الكلمة في الصورة ، والحركتان مختلفتان في المعنى مثاله قولك : سَجَد يَسْجُدُ سُجُوداً للمصدر وهم قوم سُجُودٌ في جمع «سَاجِدٍ » يظن أنها كلمة واحدة لمعنيين وليس كذلك بل السجود عند كونه مصدراً حركته أصلية إذا قلنا : إن الفعل مشتق من المصدر{[30]} وحركة السجود عند كونه للجمع حركة{[31]} معتبرة من حيثُ إن الجمع مشتق{[32]} مِنَ الواحد وينبغي أن يلحق المشتق تغيير في حرف أو حركة أو في مجموعهما ، فساجد لما أردنا أن يشْتَقَّ منه لفظُ جمع غيّرناه وجئنا بلفظ السُّجُود فإذن السجود للمصدر والجمع ليس من قبيل الألفاظ المشتركة التي وضعت بحركة واحدة لمعنيين . وإذا عرف هذا فنقول «الفُلْك » عند كونه واحداً مثل : «قُفْل وبُرْد »{[33]} وعند كونها جمعاً مثل خُشْبٍ أو بُرْدٍ{[34]} أو غَيْرِهِما .

فإن قيل : فإذا جعلتَهُ جمعاً ما يكون واحدها ؟ .

فالجواب : نقول جاز أن يكون واحدها فَلْكَة أو غيرها مما لم يستعمل كواحد النِّساء لم يستعمل وكذا القول في : «إمام مبين » إمَام كَزِمام وكتاب عند قوله تعالى : { كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ } [ الإسراء : 71 ] أي بِأَئِمَّتِهِمْ إمَامٌ كَسِهام وحِفَانٍ{[35]} ، وهذا من دقيق التَّصْرِيف . وأما من جهة المعنى ففيه سؤالات :

السؤال الأول : قال ههنا : «حَمَلْنا ذُرّيَّتّهُم » مَنَّ عليهم بحَمْلِ ذرّياتهم وقال تعالى :

{ إِنَّا لَمَّا طَغَا المآء حَمَلْنَاكُمْ فِي الجارية } [ الحاقة : 11 ] منَّ عليهم هناك بحمل أنفسهم .

فالجواب : أن من ينفع المتعلق بالغير يكون قد نفع ذلك الغير ومن يدفع الضر عن المتعلّق بالغير لا يكون قد دفع الضر عن ذلك الغير بل يكون قد نفعه كمن أحسن إلى ولد إنسان وفرَّحَةُ فَرِحَ بفَرَحِهِ أبوه وإذا دفع الألم عن ولد إنسان يكون قد فَرَّح أباه ولا يكون في الحقيقة أزال الألم عن أبيه فعنْد طغيان الماء كان الضرر يلحقهم فقال : دفعت{[36]} عنكم الضّرر ولو قال : دفعت عن أولادكم الضرر لما حصل بيان دفع الضرر عنهم وههنا أراد بيان المنافع فقال : «حملنا ذرياتهم » لأنَّ النفع حاصل بنفع الذرية ، ويدل على هذا قوله : «فِي الفُلْكِ المشحون » فإن امتلأ الفلك من الأموال يحصل ( بذكره ){[37]} بيان المنفعة{[38]} وإذا دفع المضرة فلا لأن الفلك كلما كان أثقل كان الخلاص بها أبطأ وهنالك السلامة فاختار هناك ما يدل على الخلاص من الضرر وهو الجري وههنا ما يدل على كمال المنفعة وهو الشّحْن .

فإن قيل : قال تعالى : { وَحَمَلْنَاهُمْ فِي البر والبحر } [ الإسراء : 70 ] ولم يقل : وحملنا ذريتكم مع أن المقصود في الموضعين بيان النعمة لا دفع النِّقْمة نقول : لما قال في البرّ والبحر عَمّ الخلق لأن ما من أحدٍ إلا وحمل في البر والبحر وأما الحمل في البحر فلم يَعُمّ فقال إن كنا ما حملناكم بأنفسكم فقد حملنا من يهمكم أمره من الأولاد والأقارب والإخوان والأصدقاء .

فصل

وفي قوله : «المشحون » فائدة أخرى وهي أن الآدمِيِّ يرسُب في الماء ويَغْرقُ فحمله في الفلك واقع بقدرته لكن من الطَّبِيعيِّينَ{[39]} من يقول : الخفيف لا يرسب في الماء لأنه يطلب جهة فوق فقال : " الفلك المشحون " وهو أثقل من الثقال التي ترسب ومع هذا حمل الله الإنسان فيه مع ثقله .

فإن قيل : ما الحكمةُ في قوله : «وآيَةٌ لَهُمُ الأَرْضُ ( و ){[40]} وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ » ؟ ولم يقل : وآية لهم الفلك جعلناها بحيث تحملهم ؟ .

فالجواب : أن حملهم في الفلك هو العجيب . أما نفس الفلك فليس بعجيب لأنه كَبيْتٍ مَبْنِيِّ من خشب وأما نفس الأرض فعجيب ونفس الليل عجيب لا قدرة لأحد عليهما إلا الله{[41]} .


[1]:في النسختين تقدم. وندم تصحيح من الرازي. وانظر تصحيح ذلك وغيره في تفسير الإمام 28/117.
[2]:ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/605) وعزاه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.
[3]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/612، 613) عن ابن عباس وأبي عبد الرحمن السلمي والضحاك. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (/605) عن أبي عبد الرحمن السلمي وزاد نسبته إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
[4]:أخرجه البخاري (4/301)، كتاب: فضل ليلة القدر، باب: التماس ليلة القدر في السبع الأواخر رقم (2015)، ومسلم (2/822)، كتاب: الصيام، باب: فضل ليلة القدر والحث على طلبها... رقم (205- 1165).
[5]:تقدم.
[6]:سقط من: ب.
[7]:تقدم.
[8]:ينظر: تفسير القرطبي (20/93).
[9]:سقط من: ب.
[10]:الجامع لأحكام القرآن 20/91.
[11]:سقط في ب.
[12]:سقط في ب.
[13]:ستأتي في "المؤمنون" 1 وينظر: شرح الطيبة 4/ 145.
[14]:قال سيبويه في الكتاب 3/265 وزعم من يوثق به: أنه سمع من العرب من يقول: "ثلاثة أربعه" طرح همزة أربعه على الهاء ففتحها، ولم يحولها تاء لأنه جعلها ساكتة والساكن لا يتغير في الإدراج، تقول: اضرب، ثم تقول: اضرب زيدا.
[15]:ينظر: الكتاب 4/ 166.
[16]:ينظر: الدر المصون 2/35.
[17]:ينظر: السبعة 200، والكشف 1/334، والحجة، 3/6 والبحر المحيط 2/389، والدر المصون 2/5.
[18]:قال سيبويه 3/25 "فإن قلت: ما بالي أقول: واحد اثنان، فأشم الواحد، ولا يكون ذلك في هذه الحروف فلأن الواحد اسم متمكن، وليس كالصوت، وليست هذه الحروف مما يدرج وليس أصلها الإدراج...".
[19]:ينظر: المشكل 1/ 123.
[20]:ينظر: الكتاب 2/107.
[21]:ينظر: البحر المحيط 2/391.
[22]:سقط في ب.
[23]:ينظر: الدر المصون 2/6.
[24]:ينظر ديوانه ص 216، ولسان العرب (ثور)، وخزانة الأدب 7/210، ورصف المباني ص 41 والمصنف 1/68، والدر المصون 2/6.
[25]:قرأ بها عيسى بن عمر كما في الشواذ 129، وستأتي في سورة "ص" آية 1،2.
[26]:تقدمت.
[27]:سقط في أ.
[28]:سقط في أ.
[29]:ينظر: المشكل 1/123.
[30]:ينظر: الكتاب 3/324.
[31]:ينظر:الإملاء 1/ 122.
[32]:ينظر: الكشاف 1/335، والمحرر الوجيز 1/397، والبحر المحيط 2/ 389، الدر المصون 2/7. وأما رد الفارسي لكلام أبي إسحاق الزجاج وانتصاره للأخفش فلم أجده في "الحجة" في مظنته، بل إنه لم يحك مذهب كسر الميم.
[33]:ينظر معاني القرآن للزجاج 1/327. وفي ب الذي حكاه الأخفش من كسر الميم- خطأ لا يجوز، ولا تقوله العرب لثقله.
[34]:وهذا الطعن عندي ضعيف، لأن الكسرة حركة فيها بعض الثقل والياء أختها، فإذا اجتمعا، عظم الثقل، ثم يحصل الانتقال منه إلى النطق بالألف في قولك: "الله" وهو في غاية الخفة، فيصير اللسان منتقلا من أثقل الحركات إلى أخف الحركات، والانتقال من الضد إلى الضد دفعة واحدة صعب على اللسان، أما إذا جعلنا الميم مفتوحة، انتقل اللسان من فتحة الميم إلى الألف في قولنا: "الله" فكان النطق بها سهلا، فهذا وجه تقرير قول سيبويه والله أعلم. ينظر الرازي 7/134.
[35]:(10) في أ: وبقوله.
[36]:سقط في أ.
[37]:روي ذلك عن مقاتل، وذكره أبو حيان في البحر المحيط 2/389.
[38]:آية 61 من سورة آل عمران. والبهل: اللعن: وفي حديث ابن الصبغاء قال: الذي بهله بريق أي الذي لعنه ودعا عليه رجل اسمه بريق. وبهله الله بهلا: لعنه. وعليه بهلة الله وبهلته أي لعنته. وفي حديث أبي بكر: من ولي من أمور الناس شيئا فلم يعطهم كتاب الله فعليه بهلة الله أي لعنة الله، وتضم باؤها وتفتح. وباهل القوم بعضهم بعضا وتباهلوا وابتهلوا: تلاعنوا. والمباهلة: الملاعنة. يقال: باهلت فلانا؟ أي لاعنته، ومعنى المباهلة أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا: لعنة الله على الظالم منا. وفي حديث ابن عباس: من شاء باهلته أن الحق معي. ينظر: اللسان (بهل).
[39]:(نجران) بفتح النون وسكون الجيم: بلد كبير على سبع مراحل من مكة إلى جهة اليمن، يشتمل على ثلاثة وسعين قرية مسيرة يوم للراكب السريع، كذا في زيادات يونس بن بكير بإسناد له في المغازي، وذكر ابن إسحاق أنهم وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وهم حينئذ عشرون رجلا، لكن أعاد ذكرهم في الوفود بالمدينة فكأنهم قدموا مرتين. قال ابن سعد: كان النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليهم، فخرج إليه وفدهم في أربعة عشر رجلا من أشرافهم، وعند ابن إسحاق أيضا من حديث كرز بن علقمة: أنهم كانوا أربعة وعشرين رجلا، وسرد أسماءهم. وفي قصة أهل نجران من الفوائد أن إقرار الكافر بالنبوة لا يدخل في الإسلام، حتى يلتزم أحكام الإسلام، وفيها جواز مجادلة أهل الكتاب، وقد تجب إذا تعينت مصلحته، وفيها مشروعية مباهلة المخالف إذا أصر بعد ظهور الحجة، وقد دعا ابن عباس إلى ذلك ثم الأوزاعي، ووقع ذلك لجماعة من العلماء، ومما عرف بالتجربة أن من باهل وكان مبطلا لا تمضي عليه سنة من يوم المباهلة، ووقع لي ذلك مع شخص كان يتعصب لبعض الملاحدة، فلم يقم بعدها غير شهرين، وفيها مصالحة أهل الذمة على ما يراه الإمام من أصناف المال، ويجري ذلك مجرى الجزية عليهم؛ فإن كلا منهما مال يؤخذ من الكفار على وجه الصغار في كل عام، وفيها بعث الإمام الرجل العالم الأمين إلى أهل الهدنة في مصلحة الإسلام، وفيها منقبة ظاهرة لأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه، وقد ذكر ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عليا إلى أهل نجران؛ ليأتيه بصدقتاهم وجزيتهم، وهذه القصة غير قصة أبي عبيدة؛ لأن أبا عبيدة توجه معهم، فقبض مال الصلح ورجع، وعلي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يقبض منهم ما استحق عليهم من الجزية، ويأخذ ممن أسلم منهم ما وجب عليه من الصدقة والله أعلم. ينظر فتح الباري 8/428، 429.
[40]:والحبرة والحبرة: ضرب من برود اليمن منمر، والجمع حبر وحبرات. الليث: حبرة ضرب من البرود اليمانية. يقال برد حبير وبرد حبرة، مثل عنبة. على الوصف والإضافة وبرود حبرة. قال: وليس حبرة موضعا أو شيئا معلوما إنما هو وشيء كقولك ثوب قرمز. ينظر لسان العرب 2/749- 750. (حبر)، النهاية في غريب الحديث 1/328.
[41]:سقط في ب.