النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمَا يَنظُرُ هَـٰٓؤُلَآءِ إِلَّا صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ مَّا لَهَا مِن فَوَاقٖ} (15)

قوله عز وجل : { وما ينظر هؤلاء } يعني كفار هذه الأمة .

{ إلا صيحة واحدة } يعني النفخة الأولى .

{ ما لها من فواق } قرأ حمزة والكسائي بضم الفاء ، والباقون بفتحها ، واختلف في الضم والفتح على قولين :

أحدهما : أنه بالفتح من الإفاقة وبالضم فُواق الناقة وهو قدر ما بين الحلبتين تقديراً للمدة . الثاني : معناهما واحد ، وفي تأويله سبعة أقاويل : أحدها : معناه ما لها من ترداد ، قاله ابن عباس . الثاني : ما لها من حبس ، قاله حمزة بن إسماعيل . الثالث : من رجوع إلى الدنيا ، قاله الحسن وقتادة . الرابع : من رحمة . وروي عن ابن عباس أيضاً .

الخامس : ما لها من راحة ، حكاه أبان بن تغلب . السادس : ما لها من تأخير لسرعتها قال الكلبي ، ومنه قول أبي ذؤيب :

إذا ماتت عن الدنيا حياتي *** فيا ليت القيامة عن فواق

السابع : ما لهم بعدها من إقامة ، وهو بمعنى قول السدي .