النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱنطَلَقَ ٱلۡمَلَأُ مِنۡهُمۡ أَنِ ٱمۡشُواْ وَٱصۡبِرُواْ عَلَىٰٓ ءَالِهَتِكُمۡۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٞ يُرَادُ} (6)

قوله عز وجل : { وانطلق الملأ منهم } : والانطلاق الذهاب بسهولة ومنه طلاقه الوجه ، وفي الملأ منهم> قولان : أحدهما : أنه عقبة بن أبي معيط ، قاله مجاهد . الثاني : أنه أبو جهل بن هشام أتى أبا طالب في مرضه شاكيا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انطلق من عنده حين يئس من كفه ، قاله ابن عباس .

{ أن امشوا واصبروا على آلهتكم } فيه وجهان : أحدهما : اتركوه واعبدوا آلهتكم . الثاني : امضوا على أمركم في المعاندة واصبروا على آلهتكم في العبادة ، والعرب تقول : امش على هذا الأمر ، أي امض عليه وألزمه .

{ إن هذا لشيء يراد } : فيه وجهان : أحدهما : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أسلم وقوي به الإسلام شق على قريش فقالوا إن إسلام عمر فيه قوة للإسلام وشيء يراد ، قاله مقاتل . الثاني : أن خلاف محمد لنا ومفارقته لديننا إنما يريد به الرياسة علينا والتملك لنا .