النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبۡلَ يَوۡمِ ٱلۡحِسَابِ} (16)

قوله عز وجل : { وقالوا ربنا عَجَّل لنا قِطّنا . . . } الآية . فيه خمسة تأويلات :

أحدها : معنى ذلك عجل لنا حظنا من الجنة التي وعدتنا ، قاله ابن جبير .

الثاني : عجل لنا نصيبنا من العذاب الذي وعدتنا استهزاء منهم بذلك ، قاله ابن عباس .

الثالث : عجل لنا رزقنا ، قاله إسماعيل بن أبي خالد .

الرابع : أرنا منازلنا ، قاله السدي .

الخامس : عجل لنا في الدنيا كتابنا في الآخرة وهو قوله { فأما من أوتي كتابه بيمينه . . . وأما من أوتي كتابه بشماله } استهزاء منهم بذلك . وأصل القط القطع ، ومنه قط القلم ، وقولهم ما رأيته قط أي قطع الدهر بيني وبينه وأطلق على النصيب والكتاب والرزق لقطعه من غيره إلا أنه في الكتاب أكثر استعمالاً وأقوى حقيقة . قال أمية بن أبي الصلت :

قوم لهم ساحة العراق وما *** يجبى إليه والقط والقلم

وفيه لمن قال بهذا قولان :

أحدهما أنه ينطلق على كل كتاب يتوثق به .

الثاني : أنه مختص بالكتاب الذي فيه عطية وصلة ، قاله ابن بحر .