النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيۡهِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا} (158)

{ بَل رفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ } فيه قولان :

أحدهما : أنه رفعه إلى{[752]} موضع لا يجري عليه حكم أحد من العباد ، فصار{[753]} رفعه إلى حيث لا يجري عليه حكم العباد رفعاً إليه ، وهذا قول بعض البصريين .

والثاني : أنه رفعه إلى السماء ، وهو قول الحسن .

قوله تعالى : { وَإِن منْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : إلا ليؤمنن بالمسيح قبل موت المسيح ، إذا نزل من السماء ، وهذا قول ابن عباس ، وأبي مالك ، وقتادة ، وابن زيد .

والثاني : إلا ليؤمنن بالمسيح قبل موت الكتابي عند المعاينة ، فيؤمن بما أنزل الله من الحق وبالمسيح عيسى ابن مريم ، وهذا قول الحسن ، ومجاهد ، والضحاك ، وابن سيرين ، وجويبر .

والثالث : إلا ليؤمنن بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل موت الكتابي ، وهذا قول عكرمة .

{ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً } يعني المسيح ، وفيه قولان :

أحدهما : أنه يكون شهيداً بتكذيب من كذبه وتصديق من صدقه من أهل عصره .

والثاني : يكون شهيداً أنه بلَّغ رسالة ربه ، وأقر بالعبودية على نفسه ، وهذا قول قتادة ، وابن جريج .


[752]:- في ك: من.
[753]:- سقطت من ك.