النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَبِمَا نَقۡضِهِم مِّيثَٰقَهُمۡ وَكُفۡرِهِم بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ وَقَتۡلِهِمُ ٱلۡأَنۢبِيَآءَ بِغَيۡرِ حَقّٖ وَقَوۡلِهِمۡ قُلُوبُنَا غُلۡفُۢۚ بَلۡ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَيۡهَا بِكُفۡرِهِمۡ فَلَا يُؤۡمِنُونَ إِلَّا قَلِيلٗا} (155)

قوله تعالى : { . . . وَقَولِهِمْ{[741]} قُلُوبُنَا غُلْفٌ } فيه قولان :

أحدهما : أنها محجوبة عن فهم الإعجاز ودلائل التصديق ، كالمحجوب في غلافه ، وهذا قول بعض البصريين .

والثاني : يعني أنها أوعية للعلم وهي لا تفهم احتجاجك{[742]} ولا تعرف إعجازك ، وهذا قول الزجاج ، فيكون ذلك منهم على التأويل الأول إعراضاً ، وعلى التأويل الثاني إبطالاً .

{ بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ } فيه تأويلان :

أحدهما : أنه جعل فيها علامة تدل الملائكة على كفرهم كعلامة المطبوع ، وهو قول بعض البصريين .

الثاني : ذمهم بأن قلوبهم كالمطبوع عليها التي{[743]} لا تفهم أبداً ولا تطيع مرشداً ، وهذا قول الزجاج .

{ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } فيه تأويلان :

أحدهما : أن القليل منهم يؤمن بالله .

والثاني : لا يؤمنون إلا بقليل ، وهو إيمانهم ببعض الأنبياء دون جميعهم .


[741]:- وقولهم: معطوف على نقضهم في قوله تعالى في أول الآية "فيما نقضهم".
[742]:- في ك: احتاجك ولا تعرف الإعجاز.
[743]:- في ك: الذي.