النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ} (10)

{ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا } فيهم قولان :

أحدهما : أنهم الذين هاجروا بعد ذلك ، قاله السدي والكلبي .

الثاني : أنهم التابعون الذين جاءوا بعد الصحابة ثم من بعدهم إلى قيام الدنيا هم الذين جاءوا من بعدهم ، قاله مقاتل .

وروى مصعب بن سعد قال : الناس على ثلاثة منازل ، فمضت منزلتان وبقيت الثالثة : فأحسن ما أنتم عليه أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت .

وفي قولهم : { اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان } وجهان :

أحدهما : أنهم أمروا أن يستغفروا لمن سبق من هذه الأمة ومن مؤمني أهل الكتاب . قالت عائشة : فأمروا أن يستغفروا لهم فسبّوهم .

الثاني : أنهم أمروا أن يستغفروا للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار .

{ ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا } الآية . في الغل وجهان :

أحدهما : أنه الغش ، قاله مقاتل .

الثاني : العداوة ، قاله الأعمش .