الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ وَٱسۡمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنفِقُواْ خَيۡرٗا لِّأَنفُسِكُمۡۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ} (16)

قوله : { خَيْراً لأَنفُسِكُمْ } : فيه أوجهٌ ، أحدها : وهو قولُ سيبويه أنه مفعولٌ بفعل مقدرٍ ، أي : وَأْتُوا خيراً كقولِه :

{ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ } [ النساء : 171 ] . الثاني : تقديرُه : يكنِ الإِنفاقُ خيراً ، فهو خبرُ كان المضمرة ، وهو قولُ أبي عبيد . الثالث : أنه نعتُ مصدرٍ محذوفٍ ، وهو قولُ الكسائيِّ والفراء ، أي : إنفاقاً خيراً . الرابع : أنه حالٌ وهو قولُ الكوفيين . الخامس : أنه مفعولٌ بقولِه : " أَنْفِقوا " ، أي : أَنْفقوا مالاً خيراً . وقد تقدَّم الخلافُ في قراءةِ

{ يُضَاعِفَهُ } [ الحديد : 11 ] و { يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ } [ الحشر : 9 ] .