ثم قال : ( فاتقوا الله ما استطعتم . . . )[ 16 ) . هذه نزلت بعد قوله تعالى : ( اتقوا {[68636]} الله حق تقاته ) {[68637]} تخفيفا عن الخلق ، فقيل : إن هذا {[68638]} ناسخ لذلك {[68639]} ، وقيل : " هو تخفيف ، ولا بد من التقى {[68640]} . ومعنى ( حق تقاته )أن يطاع فلا يعصى {[68641]} .
وكانوا يبايعون النبي صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة’ فيقول : فيما استطعتم {[68642]} .
قال ابن مسعود ( حق تقاته ) أن يطاع فلا يعصى ، ويشكر فلا يكفر ، ويذكر فلا ينسى {[68643]} .
- ثم قال : ( واسمعوا وأطيعوا . . . )[ 16 ] .
أي : اسمعوا لرسول الله وأطيعوه فيما أمركم به ونهاكم عنه .
- ( وأنفقوا خيرا لأنفسكم . . . )[ 16 ] .
أي أنفقوا مالا لأنفسكم ، فالخير هنا {[68644]} مفعول ل " أنفقوا " ، والخير : المال {[68645]} ، كما قال : ( وإنه لحب الخير لشديد ) {[68646]} يعني : المال .
وقيل : " خيرا " بمعنى : أفعل ، أي : وأنفقوا {[68647]} في سبيل الله {[68648]} يكن خيرا لكم {[68649]} .
- ثم قال : ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )[ 16 ) .
أي : ومن يقه الله شح نفسه . وذلك اتباع هواها فيما نهى الله عنه {[68650]} .
قال ابن عباس : " شح نفسه " : " هوى نفسه . . . " {[68651]} .
قال ابن مسعود : " هو أن يعمد إلى مال غيره فيأكله " {[68652]} .
وقال سفيان بن عيينة {[68653]} : هو الظلم ، وهو الظلم ، وليس هو البخل {[68654]} .
( فأولئك هم المفلحون )[ 16 ] .
أي : هم الباقون في النعيم المقيم .
قال الحسن " نظرك إلى المرأة {[68655]} لا تملكها من الشح {[68656]} .
وقال ابن عباس {[68657]} : ليس الشح أن يمنع الإنسان ماله ، إنما الشح أن [ تطمح ] {[68658]} عين الرجل إلى ما ليس له .
قال ابن مسعود : إنما الشح الذي ذكر الله تعالى أن يأكل الر جل مال أخيه ، وحبس المال [ عن ] {[68659]} الصدقة هو البخل {[68660]} .
وقال طاوس {[68661]} : إنما الشح أن تشح {[68662]} على ما في [ أيدي ] {[68663]} الناس {[68664]} .
[ قال علي : من أدى زكاته فقد وقي {[68665]} شح نفسه ] {[68666]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.