{ إنا لما طَغَى الماءُ حَمَلْناكم في الجاريةِ } فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : ظَهَر ، رواه ابن أبي نجيح .
الثاني : زادَ وكثر ، قاله عطاء .
الثالث : أنه طغى على خزانه من الملائكة ، غضباً لربه فلم يقدروا على حبسه ، قاله عليّ رضي الله عنه .
قال قتادة : زاد على كل شيء خمسة عشر ذراعاً .
وروي عن ابن عباس أنه قال : ما أرسل من ريح قط إلا بمكيال .
وما أنزل الله من قطرة قط إلا بمثقال ، إلا يوم نوح وعاد ، فإن الماء يوم نوح طغى على خزانه فلم يكن لهم عليه سبيل ، ثم قرأ : " إنا لما طغى الماء " الآية . وإن الريح طغت على خزانها يوم عاد فلم يكن لهم عليها سبيل ثم قرأ . " بريح صرصر عاتية سخرها عليهم " الآية .
{ حملناكم في الجارية } يعني سفينة نوح ، سميت بذلك لأنها جارية على الماء .
أحدهما : حملنا آباءكم الذين أنتم من ذريتهم .
الثاني : أنهم في ظهور آبائهم المحمولين ، فصاروا معهم ، وقد قال العباس بن عبد المطلب ما يدل على هذا الوجه وهو قوله في مدح النبي صلى الله عليه وسلم :
من قبلها طِبتَ في الظلال وفي *** مُستودع حيث يُخْصَفُ الورقُ .
ثم هبطتَ البلادَ لا بشرٌ *** أنت ولا مُضْغةٌ ولا عَلَقُ .
بل نطفةٌ تركب السَّفينَ وقد *** ألجَمَ نَسراً وأهلَه الغرقُ{[3067]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.