البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنَّا لَمَّا طَغَا ٱلۡمَآءُ حَمَلۡنَٰكُمۡ فِي ٱلۡجَارِيَةِ} (11)

{ إنا لما طغى الماء } : أي زاد وعلا على أعلى جبل في الدنيا خمس عشرة ذراعاً .

قال ابن جبير : طغى على الخزان ، كما طغت الريح على خزانها ، { حملناكم } : أي في أصلاب آبائكم ، { في الجارية } : هي سفينة نوح عليه السلام ، وكثر استعمال الجارية في السفينة ، ومنه قوله تعالى :

{ ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام } وقال الشاعر :

تسعون جارية في بطن جارية . . .

وقال المهدوي : المعنى في السفن الجارية يعني أن ذلك هو على سبيل الامتنان ، والمحمولون هم المخاطبون .